elnour makki awoda

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
elnour makki awoda

بسم الله الرحمن الرحيم الموقع على روح الوالد المرحوم النور مكى عووضة المتوفى فى الرياض عام 2009 ونسال الله لة الجنة والمغفرة وان يكون مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وهو من السفلين ومن قاموا على اعلاء كلمة الله ورسولة بلغوا عنى ولو اية


    الصّحابة الكرام وهم مصابيح فى الدجى اعرف عنهم التالى

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 75
    تاريخ التسجيل : 07/08/2010

    الصّحابة الكرام وهم مصابيح فى الدجى اعرف عنهم التالى Empty الصّحابة الكرام وهم مصابيح فى الدجى اعرف عنهم التالى

    مُساهمة  Admin السبت أغسطس 07, 2010 4:26 am

    الصّحابة الكرام في سطور من نور
    : أبو بكر الصديق رضي الله عنه


    صاحبُ الشّمائل الطيّبة.... والنّفس النقيّة... واللسان الصّادق..

    ذو العقل الذي يتكلّل بالوقار، والروح التي تُفيض عذوبةً ومحبّة..

    إنّه أعظم البشر بعد الأنبياء، وصاحب رسول الله ورفيقه إلى أعظم هجرة.

    وثاني اثنين إذهما في الغار...

    اشتُهر بقوّة العزيمة وحُسن الرأي، والحلم والتواضع.. والشّجاعة، والعطف على الفقراء.

    كان كريماً لا يردّ السّائل والمحتاج، وبسّاماً لا يَعْبِسُ في وجوه الآخرين، ومتواضعاً ومتعاونا يعطف على الصغار ويوقّر الشيوخ الطاعنين في السنّ.

    ثمّ ألا يكون صحابي هذه صفاته مبشراً بالجنّة ؟ بلى.. إنه من المبشّرين بالجنّة

    نعم هو عبد الله بن أبي قُحافة التيميّ القرشيّ الذي وُلد بمكة سنة إحدى وخمسين قبل الهجرة.
    - وهو أول من أسلم من الرجال، كما أسلمَ على يده الكثير من الصّحابة.
    - والد أم المؤمنين عائشة، والصحابية الجليلة أسماء ذات النطاقين.
    - كان ماشياً ذات يومٍ في طرقات مكّة فأبصر أميّة بن خلف يعذّبُ بلالاً تعذيباً لا يُطاق، فقال لأميّة: "ألا تتّقي الله في هذا المسكين؟ قال: أنت الذي أفسدتَه فأنقِذه مما ترى، فقال أبو بكر: أفعلُ، عندي غلام أسود أجلَد منه وأقوى، على دينك، أعطيكه به، قال: قد قبلت، فقال: هو لك، فأعطاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه غلامه ذلك، وأخذه فأعتقه".
    - لقّبَ بالصّديق لأنه صدّق الرسول برسالته، وصدّقه في خبر الإسراء والمعراج.
    - لما أخبره رسول الله أنه انتفع بماله كثيراً، بكى وقال: أنا ومالي لك يا رسول الله!
    - تولّى خلافة المسلمين بعد رسول الله.
    - فأرسلَ جيش أسامة لقتال الروم في بلاد الشام.
    - وقاتلَ المرتدّين، وانتصرّ عليهم.
    - ثمّ أمر بجمع القرآن خوفاً عليه من الضّياع.

    - وليس ذلك فحسب ولكنّ الفتوحات الإسلامية في العراق والشام بدأت في عهده

    - ويكفيه فخراً أنّ عليّا عندما سُئلَ من خيرُ الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلّم
    أشار إليه رضوان الله عليهم أجمعين..



    هذه هي أبرزُ أعمال الغصن المزهر والقلب العاطر والداعية الحكيم والصّادق الصّدوق أبو بكر الصّديق.. الذي قدّم للإسلام أسمى وأغلى مايملك... وقدّم في سبيل صاحبه رسول الله كلّ غالٍ ونفيس.. وظلّ يمضي الصحابي الجليل في رحلة النور حتى وافته المنية عام ثلاث عشرة للهجرة، ودُفن بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلّم عن عمر يناهز ثلاثة وستين عاماً.

    رضي الله عن أبي بكر، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء...



    الصّحابة الكرام.. في سطور من نور
    : عمر بن الخطاب رضي الله عنه

    أيُّ قلبٍ ذاك الذي يجمعُ بين الحنان الدافق والعَدل المُنصف...

    قامتُه الشمّاء تفوق الجبال هيبةً ولكنّها، تنحني وتتواضع لطفلٍ صغير أو عجوز طاعنة...

    عيونه سهامٌ حادّة تُرهب أعداءَ الله ورسوله في النهار، وسحابةٌ نديّة تهمي بالدمع بين يدي الخالق في الليل.

    كان صُلباً شديداً مع الكفار والقُساة، ورحيماً ليّناً مع المسلمين الفقراء والمساكين.

    قلّده ملوكُ الدّنيا وحكّامُها وسامَ العَدل الرّفيع، وشهادة الفارس الصّنديد الذي لا يخشى في الله لومة لائم...

    إنه البطل الذي يخاف منه الشيطانُ ويفرّ....

    هاجر علانيةً أمام أنظار المشركين فكان بطلاً في هجرته.. وبطلاً في بدر.. وبطلاً في أحد.. وبطلاً في جوف الليل بين يدي ربه..
    وبطلاً في النهار بين رعيته.. كان ينصح ويقول: لا تقع فيما لا يعنيك واعرِف عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين ولا أمين إلا من يخشى الله.

    إنّه عمر بن الخطاب بن نفيل العدويّ القُرشيّ، ولد بمكّة سنة أربعين قبل الهجرة، يُكنى أبا حفص.

    كان لإسلامه أثرٌ كبيرٌ في رفعة الإسلام، فلقّبه رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بالفاروق؛ لأنّه فرق بين الكفر والإيمان...وكان أحدَ العشرة المبشّرين بالجنّة.

    - قال عبد الله بن مسعود: "إنّ إسلام عمر كان فتحاً، وإنّ هجرته كانت نصراً، وإنّ إمارته كانت رحمة، ولقد كنّا ما نُصلّي عند الكعبة حتى أسلمَ عمر، فلما أسلم قاتل قريشاً حتى صلّى عند الكعبة وصلّينا معه".

    - خلف أبا بكر في الخلافة، وكان أول من سُمّي بأمير المؤمنين.

    - كانت خلافته خيرًا وعزًّا للمسلمين؛ فهو أول من وضعَ التاريخ الهجريّ، وأول من أدخلَ نظام العسس، وأوّل من دوّنَ الدواوين في الإسلام، وهي ديوان الجند وديوان الخراج

    - فتحَ العراقَ وفارس والشام ومصر، وتمّ في عهده بناءُ مدينتي الكوفة والبصرة في العراق ومدينة الفسطاط في مصر.

    هذه هي حياة عمر الفاروق التي كانت ربيعاً زاهياً يمتّع النفوس، ويوسّع الصدور، وكانت خلافته -التي دامت عشرَ سنين وستّة أشهر- مثالاً للعدل والصّدق والزّهد والتّواضع..

    وظلّ عمر -رضي الله عنه- يسطّر المآثر تلو المآثر حتى امتدّت إلى جسمه الشّامخ يدُ كافرٍ مملوكٍ فارسي اسمه فيروز ويعرف بأبي لؤلؤة فطعنه، وعندما عرفَ عمرُ من طعنه،
    قال: الحمد لله إذ لم يقتُلْني رجلٌ سجدَ لله".

    استُشهد -رضي الله عنه- سنة ثلاث وعشرين للهجرة، ودُفن إلى جوار الحبيب المصطفى وأبي بكر الصّديق...

    رضي الله عنك يا عمر الفاروق، وجزاك الله عنّا وعن الإسلام خيراً...





    عثمان بن عفّان

    قصّة الحياء الشذيّ، والإيمان النديّ، والقلب الزكيّ... والورَع المحبَّب.

    ريحانةٌ زاهية، ونخلة باسقة، نَمت في ظلال التوحيد، وترعرعت في ظلال القرآن الكريم.

    عيونٌ دامعة من خشية الله، ووجه يتهلّل بالنور، ويتدفّقُ بالبِشر، ونفسٌ أنقى من الثّلج، وأطهر من السحابة البيضاء في حضن السّماء...

    عُرف بدماثة الخلق، ورقّة الطّبع، ورهافة الإحساس. وكان من العشرة المبشّرين بالجنّة.

    إنّه عثمان بن عفان الذي ولد بالطائف سنة سبع وأربعين قبل الهجرة.

    وكان يُكنى بأبي عمرو..

    لُقّب بذي النورين؛ لأنّه تزوّج بنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- رقيّة وأم كلثوم.

    - هاجر الهجرتين، وكان أحد كتاب الوحي.

    - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: "من يحفر بئرَ رُومة فله الجنّة"،
    فحفرها عثمان، وقال: "من جهّزَ جيشَ العثسرة فله الجنّة"، فجهّزه عثمان. فما أكرمَك وأجودَكَ يا عثمان! ما أشدّ غيرتَك على المسلمين! ما أعلى همّتكَ في البَذل العطاء!

    - ثمّ تأمّلوا ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن عثمان: "ألا أستحيي من رجلٍ تستحيي منه الملائكة".

    - إنّه خليفة المسلمين الثالث... عُرف بالزهد والورع والكرم وكثرة التصدّق...

    - ومن أبرز أعماله -رضي الله عنه- كتابةُ القرآن الكريم في مصحف واحد، عُرفَ بالمصحف العثمانيّ، وإرسالُ نُسَخٍ منه للبلدان الإسلاميّة...

    كما وسّع -رضي الله عنه- المسجدَ الحرام والمسجدَ النبويّ عندما ضاقا بالمصلّين.

    - ثمّ في سنة ست وعشرين للهجرة أرسلَ -رضي الله عنه- جيشاً بقيادة عبد الله بن أبي السّرح إلى تونس ففتحها، وفتحَ بلاد النّوبة سنة اثنتين وثلاثين للهجرة...

    هذه هي سيرةُ الخليفة التقيّ الذي أعطى الإسلام والمسلمين حُبّه وماله ووقته وتفكيره طوال اثنتي عشرة سنة أمضاها في الخلافة.

    استُشهد سنة خمسٍ وثلاثين من الهجرة وعمره اثنتان وثمانون سنة، رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.



    علي بن أبي طالب

    فتح عينيه منذ نعومة أظفاره، لتكتحل بأخلاقِ المبعوث رحمة للعالمين،

    محمدٍ -صلى الله عليه وسلّم-، فتشرّبت نفسه الصّافية النّبلَ من معينه السلسبيل،

    واشتمّ الأريج من أطيب الزهر، تنسّمَ مبادئ الأخلاق من بيت النبوّة،

    فاتخذها دأباً وديدناً، وعاشها صدقاً ويقيناً، وحكاها بطولةً وشجاعة وفروسية وإقداماً... كما عُرف -رضي الله عنه- بالكرم والفصاحة..

    - فهو أول من أسلمَ من الصبيان، وهو من المبشرين بالجنّة، ثمّ قامَ بعملٍ بطوليّ كبير عندما نامَ في فراش النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- عندما هاجر إلى المدينة المنوّرة.

    - إنّه علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب، ابنُ عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وكان يُكنى بأبي الحسن. ولد بمكّة سنة ثلاث وعشرين قبل الهجرة.

    - تزوّج فاطمة بنت رسول الله، فولدت له سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين.

    - وهو أحدُ كتّاب الوحي، وتولّى القضاء في اليمن في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.

    - شهدَ الغزوات كلّها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عدا غزوة تبوك.

    - وأعطاه رسول الله الراية يوم خيبر، وما أدراك ما يوم خيبر!

    - رابع الخلفاء الراشدين، ومن أهمّ أعماله أنه نقلَ عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة في العراق.

    - ونظّم الشّرطة وأطلق على رئيسها صاحب الشّرطة.

    - وهكذا كان عليّ مثالاً للحكمة والشجاعة والفِطنة والتقوى حتى استشهد على يدِ أحد الخوارج وعمره ثلاث وستون سنة وذلك عام 40 للهجرة.

    كانت سيرة عليّ بن أبي طالب مثالا يُحتذى في الزّهد والشجاعة والحكمة والقضاء والتقوى.

    رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنّة مأواه... وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 75
    تاريخ التسجيل : 07/08/2010

    الصّحابة الكرام وهم مصابيح فى الدجى اعرف عنهم التالى Empty رد: الصّحابة الكرام وهم مصابيح فى الدجى اعرف عنهم التالى

    مُساهمة  Admin السبت أغسطس 07, 2010 4:29 am

    حمزة بن عبد المطلب



    لم يجد نورُ الإسلام إلا سلاسة في دخول قلب حمزة الرّحيم، الممتلئ بالشهامة والحنان.

    حمزة بن عبد المطّلب الذي عُرف بالشّجاعة والفروسيّة.

    واشتهر بالرحمة ومساعدة المحتاجين، ونُصرة المظلومين؛ فلو سأل طفلٌ صغيرٌ حمزةَ عن حاجة لفزعَ له ملبّياً حاجته.

    كان يَصِلُ الرّحم، ويُكثرُ من فعل الخير ويدلّ عليه.

    خفقَ قلبه بالرحمة والمحبّة عندما سمع بإيذاء أبي جهل لابن أخيه محمد -صلى الله عليه وسلّم-، فسرعان ما انتقمَ له، ورفعَ قوسه، فضربه بها وشجّ رأسه...

    - نعم إنّه حمزة بن عبد المطلب عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، وكان يُكنى بأبي عمارة، وقيل أبي يعلى..

    أعلنَ إسلامه في السنة الثانية من بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-،

    فكان إسلامه درعاً واقية وحصناً منيعاً للإسلام والمسلمين.. كان قويّ الشخصية، ضخم البنية، راجح العقل، قويّ الإرادة، ومع هذا كلّه كان رحيماً، شَفوقاً...

    كان أمير أول سريّة خرج فيها المسلمون للقاء العدو، كما أنّ أول راية عقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كانت له.

    - أبلى بلاءً حسناً في غزوة بدر، وقاتلَ ببسالة؛ إذ قاتلَ بسيفين، وبارزَ شيبة بن ربيعة فأرداه قتيلاً. فسمّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أسد الله، وأسد رسوله.

    - كان فارس الميدان، والثابت الباسل في غزوة أحد، حيث قتل واحداً وثلاثين مشركاً في يوم واحد.

    - أصابته حربة وحشيّ الغادرة فصار شهيداً يعطّر ثرى أُحُد الظامئ.

    - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-:

    "سيّد الشهداء عند الله -تعالى- يوم القيامة حمزة".

    - رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنّة مثواه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.




    الزبير بن العوام

    نشأ في بيتٍ عنوانُه الشّرف والمجد، وأركانه الحَسبُ والرّفعة، ربَّته صفيّة فتشرّب قلبه حبّ الشجاعة والجرأة...إنه الزبير بن العوام -رضي الله عنه-...

    من أين أبدأ بالحديث عن الزبير بن العوام؟

    أمن يوم تبشيره بالجنة، أم من يوم هجرته إلى الحبشة وهجرته إلى المدينة...

    وُلد الفارسُ المقدام حواريّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بمكّة سنة ثمان وعشرين قبل الهجرة، أسلمَ وهو صغير السنّ وكان من السّابقين الأولين إلى الإسلام..

    ومما يدلّ على شجاعته أنّه أوّل من سلّ سيفاً في سبيل الله،
    وذلك عندما تناقل الناسُ خبرَ مقَتل النبي -صلى الله عليه وسلّم-،
    فخرج مُمتشقاً سيفه يريدُ قتال الكفار..
    ولكنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- لقيه، وردّه إلى منزله..

    وقد سُرّ من شجاعته.

    وكيف لا يكون شجاعاً ومخلصاً وحمزةُ خالُه، وصفيّة أمُّه، وأسماء زوجته، ومحمد -
    صلى الله عليه وسلّم- نبيّه؟

    أرسله الرسول -صلى الله عليه وسلّم- لتعقّب جيش المشركين يوم أحد حتى يروا أنّ في المسلمين قوّة فلا يفكّروا في الرجوع إلى المدينة ومعاودة القتال.

    شهدَ اليرموك وقدّم أروع الصّور في البسالة والإقدام..

    كان تقيّا ورعاً عظيم الشّمائل.

    كان لا يحبّ تولّي المناصب وتولّي أمر الناس خوفاً من الوقوع في الزلل مع أحد المسلمين ولو بمقدار ذرّة.

    كان من أصحابِ الشورى الستّة الذين وكل عمر إليهم أمر اختيار الخليفة بعده.

    كانت حياته كتاباً مليئاً بأصدق العبارات وأنضر السّطور وأعطر الزهور حتى وافته المنية.

    فرضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنّة مثواه، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.




    أبو عبيدة بن الجراح


    كان شامخَ القامة، قويَّ الشخصيّة، صبوحَ الوجه، باسمَ الثّغر، طيّبَ النّفس...

    كان رونقُ الخُلقُ الطيب بادياً على محيّاه، وعلاماتُ الرجولة الفذّة تسكُن نظراتِه الصّادقة... كانت إشراقةُ خصاله النبيلة تتألّق في جبينه الشّامخ.

    إنّه عامر بن عبدالله بن الجراح الذي وُلدَ بمكّة سنة أربعين قبل الهجرة،
    ودرَجَ حول حمى الكعبة التي كانت تتلهّف لسماع كلمات التوحيد، لم يحتمل قلبُ أبي عبيدة أكثرَ من جلسة قصيرة واحدة حتى أسلمَ على يدِ أبي بكر، فكان من السّابقين الأوّلين إلى الإسلام..

    قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: "لكلّ أمّة أمينٌ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة".

    قدّمَ للإسلام زهرة شبابه وإخلاص قلبه الفتيّ؛ فشارك في كلّ الغزوات والسّرايا، فصالَ وجالَ في بدر، وكان من العشرة الذين ثبتوا في أحد يُحامون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-..

    وكان له موقفٌ عظيم مع رسول الله عندما غارت حلقتا الدرع في وجنته الشريفة فانتزعهما أبو عبيدة بثنيّتيه فكُسرتا...

    أرادَ عمر أن يُبايعه بعد وفاة رسول الله، ولكنّ أبا عبيدة قال:
    "ما كنت لأتقدّم بين يَدي رجُلٍ أمره رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أن يؤمّنا في الصلاة فأمّنا حتى مات".

    ومن مواقفه المشرّفة أنّه أخفى كتاب عمر بن الخطاب الذي يقضي بِعَزْل خالد بن الوليد عن قيادة جيش اليرموك وتولية أبي عبيدة.. أخفى أبو عبيدة كتابَ عمر حتى لا يحرمَ خالداً فرحة النّصر..

    وراحَ أبو عبيدة ينتقلُ من نصر إلى نصر، ومن فتح إلى فَتح، حتى أُصيب بمرض الطاعون،
    وفاضت روحه الزكيّة في الأردن بعد أن ضربَ أروع الأمثلة في الحكمة والشجاعة وبُعد النّظر..

    رضي الله عن أبي عبيدة وأرضاه، وجعل الجنّة مثواه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.....
    توقيع حفيدة الحميراء





    عبدالله بن عباس


    فتحَ الفتى اللبيبُ عينيه على الدنيا فاكتحلَت بقمر النبوّة الساطع، ولازمَ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في جميع أحواله مع صغر سنّه.

    وأقبلَ على العلم برغبة وفرح، فدعا له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قائلاً:
    "اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل".

    - واشتهر كذلك بالسّخاء ونقاء النفس وطهارة القلب ووسامة الوجه ورجاحة العقل.

    - عُرفَ بغزارة علمه. وسموّ أخلاقه. وذكاء قلبه. واتساع معارفه.

    حتى ملأ الدنيا علماً وفقهاً، لُقّبَ بِحَبْر الأمة، والبحر، وترجمان القرآن.

    - كان عمره ثلاث عشرة سنة عندما مات النبي -صلى الله عليه وسلّم- ومع ذلك فقد روى ألفاً وستَّمائة وستين حديثاً.

    - فعن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما- أنه قال: كنتُ خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يوماً، فقال: يا غلام، إني أعلّمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك،
    إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجَفّت الصّحف".
    [حسن، صحيح، أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب صفة القيامة باب 59،4/667 برقم 2516].

    - وصفه سعد بن أبي وقاص فقال عنه:
    "ما رأيت أحداً أحضَرَ فهماً، ولا أكثرَ علماً، ولا أوسع حلماً منه"..

    - جعله عمر -رضي الله عنه- مستشاراً له، وقال عنه: إنّه فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول".

    - ولاه علي -رضي الله عنه- البصرة.

    - انتقل إلى جوار ربّه وهو ابن واحد وسبعين عاماً عام 68هـ في الطائف..

    رضي الله عنه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء..




    مصعب بن عمير

    عاش الفتى المدلّل حياةً هنيئة بين أهل قريش، حياةً مليئةً بالمتعة والثّراء، ولكنّ النّعيم الذي كان متوفّرًا له لم يَمنع نباهةَ عقله وصفاء قلبه من تتبّع أخبار محمد -صلى الله عليه وسلّم- في دار الأرقم بن أبي الأرقم.

    ما إن أصبحَ على مقربةٍ من مُلتقى المؤمنين الأبرار والسّابقين إلى الإسلام الأخيار حتى لامسَ كلامُ المصطفى -صلى الله عليه وسلم-
    فؤادَه النديّ،
    فأعلن إسلامه على الفور أمام رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، ولكنّه أخفاه عن أمِّه خُناس بنت مالك ذات الشخصيّة القويّة..

    قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: "ما رأيتُ بمكّة أحداً أحسنَ لِمّةً ولا أرقَّ حُلّةً ولا أنعمَ نعمةً من مصعب بن عمير".

    - سمعت أمُّه بخبر إسلامه، فحبسته في ركنٍ من أركان المنزل، ووضعت حراساً لمراقبته أملاً في عودته إلى دين الآلهة الباطل، ولكن من غير جدوى.

    وقال لأمه مقولته المشهورة:
    "يا أمّهْ! إني لكِ ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي أنّه لا إله إلا الله ، وأنّ محمداً عبده ورسوله".

    - رأى غفلة من حرّاسه ، فتمكّن من فكّ أسرِ نفسه، وهاجرَ إلى الحبشة مع من هاجر.

    - اختاره النبي -صلى الله عليه وسلم- ليكون سفيرَه إلى المدينة يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عند العقبة.

    - كان يُؤثر أخوّة الإسلام على أخوّة الأرحام، وذلك عندما وقع أخوه أسيراً في يدِ مُحرز بن نضلة، قال مصعب لمُحرز: اشدد يديك به؛ فإنّ له أمًّا بمكّة كثيرة المال.

    فقال له أخوه: هذه وَصاتُك بي يا أخي؟؟ فقال مصعب: إنّ محرزاً أخي دونك.
    [حياة الصحابة، ج2 ص: 270].

    - حملَ اللواء في غزوة أُحد، وأبلى بلاءً حسناً.


    واستشهد مع من استشهد من الصحابة الكرام، رضي الله عنهم، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.



    أبو ذر جندب بن جنادة

    كان قلبُ أبي ذر نبيلاً، وخصاله كريمةً، ونفسه توّاقة للقاء الحقّ والخير والعدالة.

    فما إن سمعَ بأخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- حتى أرسلَ أخاه أنيساً إلى مكة يستقصي له أخبارَ المبعوث رحمة للعالمين، ثمّ ذهبَ بنفسه عندما لم تَروِ أخبارُ أنيس شوقَه المتوقّد.

    قصد مكّة، ولقيَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلّم- فحيّاه قائلاً:

    "السلام عليك يا رسول الله.." فكان أول من حيّا رسول الله بتحيّة الإسلام..

    إنه جندب بن جنادة الغفاريّ، ويكنى بأبي ذرّ، كان من السابقين الأولين إلى الإسلام، ولقيَ من الأذى ما لقيَ بسبب إسلامه..

    عُرف بالزّهد والحكمة والصّدق والعلم والشّجاعة.

    أعلنَ إسلامه على مرأى ومسمع من أهل قريش، غير آبهٍ بقوّتهم وبطشهم، فانهالوا عليه ضرباً حتى خلّصه العباسُ بن عبد المطّلب من بين أيديهم.

    عاد إلى قبيلته، فراح يدعو الناس إلى الإسلام، وأسلم على يده ناسٌ كثيرون من غِفار.

    خدمَ رسول الله في المدينة مدةً من الزمن، فسعد رسول الله بصحبته.

    بايعَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلّم- أن لا تأخذَه في الله لومةُ لائم.

    ويكفيه شرفاً ما قاله رسول الله فيه:
    "ما أقلّت الغبراءُ ولا أظلّت الخضراءُ أصدق من أبي ذرّ"..

    وعن أبي ذر -رضي الله عنه- أنه قال:
    "يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم، قال: أنت يا أبا ذرّ مع من أحببت. قال: فإني أحبّ الله ورسوله.
    قال: فإنّك مع من أحببت".

    [حياة الصحابة].

    وهكذا أمضى أبو ذرّ حياتَه متنقلا ما بين الشام والبادية والمدينة داعياً إلى الله وإلى مكارم الأخلاق حتى وافته المنية سنة اثنتين وثلاثين للهجرة..

    رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنّة مثواه.



    أبو أيوب الأنصاري


    أي كلماتٍ تعبّرُ، وأيّ بيانٍ يصفُ رجُلاً أطهر من السّحابة في السّماء، وأروع من القمر ليلة اكتماله...


    رجلٌ عرَفَ الدّنيا صدقًا، وعاشها زُهداً ومحبّةً... تواضعَ لله فرفعه، وأصبح بيته مهوى فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما قدِمَ إلى يثرب مهاجراً:

    من ذلكم الصحابي النّبيل؟

    إنه الصّحابي الجليل أبو أيوب الأنصاريّ... خالد بن زيد، الذي:
    - بايع الرسول صلى الله عليه وسلّم مع السبعين مؤمناً في العقبة الثانية.

    - والذي كان مُضيفَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم الأوّل عندما هاجر إلى المدينة المنوّرة.

    - كان متسامحًا، محبًّا لجميع الناس، يساعدُ المحتاجين، ويحترم كبار السنّ.

    - اشتهر بالتواضع وسموّ الأخلاق، فأحبّه من يعرفه ومن لا يعرفه.

    - كان أبو أيوب يقضي حاجات إخوانه ويساعدهم، قبل أن يفكّر في نفسه.

    - أبو أيوب الأنصاري حضَر كلّ المشاهد والمغازي مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتابع سيرة الجهاد بعد وفاته.

    - أصرّ على المشاركة في فتح القسطنطينية مع جيش يزيد بن معاوية وهو شيخٌ يُقاربُ الثمانين، ولكنّ المرضَ حال بينه وبين متابعة القتال، وكانت وصيّته أن يحملَ المسلمونَ جثمانه في أرض العدو، ويدفنوه تحت أسوار القسطنطينيّة.

    - وعندما فاضت روحُه الكريمة، حمله المسلمون الشّجعان على خيولهم الفاتحة، ثمّ هجموا على صفوف العدوِّ هجوماً كاسحاً، حتى وصلوا إلى أسوار القسطنطينيّة، وهم يحملون الجثمان الطاهر، وهناك دفنوه، ليعطّروا ثرى القسطنطينية بجسد أبي أيوب....

    - لم تكن حياته سوى دعوةٍ إلى الإسلام وجهاد في سبيل الله وحبّ لله ورسوله.

    رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه...
    توقيع حفيدة الحميراء




    أبو هريرة رضي الله عنه


    القلوب التي تنبضُ بحبّ الله ورسوله، لا يشغَلها شيء عن ذلك مهما كان ثميناً...

    أدركت نفسه الطاهرة أنّ الصّدق منجاة، والتقوى مكرُمة فجعلهما مبدأً وديدناً.

    اكتشف روعة الظلّ الناضر، والورد العاطر، فلزمه ملازمةَ الأهداب الحانية للعين العاشقة.

    إنّه الورع التّقي عبد الرحمن بن صخر الدّوسي، والذي يُكْنَى أبا هريرة.

    - أسلمَ يوم خيبر في السّنة السّابعة من الهجرة.

    - كان مميّزاً بقوّة ذاكرته وحضور بديهته وسرعة حفظه لما يسمع.

    - كان من العابدين الزاهدين الأوَّابين، وكان من أهل الصُّفّة.

    - كان حسن الأخلاق، حُلو الكلام مع الصغار والكبار.

    - عُرف بالإخلاص في كلّ شيء، وليس أدلّ على إخلاصه من ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلّم.

    - لازم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتفرّغ لصحبته فكان لا يفارقه إلا في ساعات نومه، ثمّ دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالحفظ، فحفظ وروى عنه الكثير من الأحاديث.

    - من مواقفه البارزة برّه بأمّه، فكان كلما أراد أن يخرج من بيته يقفُ على باب أمه فيسلّم عليها ويقول: رحمك الله كما ربّيتِني صغيرًا.

    فتردّ عليه السلام وتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرًا.

    - قال عن نفسه:
    "ما من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم أكثر حديثاً عنه مني..،
    إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص، فإنّه كان يكتب ولا أكتب..".

    - قال عنه الشافعي رحمه الله: هو من أحفظ من روى الحديث في دهره.

    وهكذا كان دربُ أبي هريرة في الإسلام مستقيماً لا اعوجاج فيه إذ تُرى نهايته من بداءته،
    وكان طريقه سهلاً هيّناً ليّناً مُعشبَ الضّفتين، وظلّ كذلك واضحَ الهدف والنّهج لا تهمّه الدّنيا ولا مُغرياتها
    حتى وافته المنيّة سنة سبع وخمسين للهجرة ودُفن مع رفاقه الأطهار في البقيع.

    - رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء..



    البراء بن مالك


    رجلٌ من الأنصار، صدَق ما عاهدَ الله عليه، فعاش من أجل رفعة الإسلام.

    ومات من أجل بقاء راياته خفاقة رفّافة.... لم يكُن شعاره حبّ الدنيا وبناء القصور،
    ولكنّ شعاره "الله والجنّة".

    كان جسمه نحيلاً ولكن كان قلبه كبيراً ممتلئاً بالجرأة والشجاعة، وحبّ الله ورسوله..

    عُرف بالصّدق والإخلاص وعدم المجاملة.

    كان كريماً لا يبخل بشيء يملكه على من يطلبه منه، وقد اتّخذ مبدأً قولَ رسول الله:
    "من فرّج عن مسلم كربة من كُرب الدّنيا فرّج الله كربة من كُرب يوم القيامة".

    - حضَر مشاهد المسلمين ومغازيهم وكانت أغلى أمانيّه نيلَ الشهادة في سبيل الله.

    - من مواقفه المشرّفة
    أنّه طلب من المسلمين أن يحملوه فوق رماحهم ويُلقونه على حُشود المرتدين، وهم مستعصمون في الحديقة يوم اليمامة... فحمله المسلمون على رماحهم ورمى بنفسه فوق حشود المرتدّين، وظلّ يُقاتل ببسالة حتى قتلَ عشرةً منهم، وفتح باب
    الحديقة ثمّ انقضّ المسلمون كالليوث على المرتدين وتمكّنوا من قتل مسيلمة.


    - قضى نحبه،
    وصعدت روحُه الطاهرة إلى بارئها
    في معركة تستر التي قاتل فيها المسلمون ضدّ الفرس...

    رضي الله عنه وأرضاه وجعله في عليين في مستقرّ رحمته ورضوانه.




    أنس بن مالك

    وُلدَ في يثربَ، ودرجَ على أرضها المشتاقة للقادم العزيز، محمد بن عبد الله، رسول الهداية والمحبّة، حاملِ مشاعل الضّياء والهداية إلى الأنصار وغيرهم.

    وعندما هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قَدّمته أمّه هديّة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ليخدِمه، فابتسمَ له رسول الله، ورحّب به..

    فهنيئاً لأنس بن مالك صحبة رسول الله والقُرب منه.

    - خدَمَ النبي صلى الله عليه وسلّم عشر سنين يَنهلُ من خصاله الكريمة وسجاياه العَطرة.

    قال أنس بن مالك:
    "والله لقد خدمته عشر سنين، فما قال لشيءٍ صنعته: لِمَ صَنَعتَه.. ولا لشيءٍ تركتُه: لمَ تركتَه؟

    - كان فقيهَ الصّحابة الموقّر ومرجعهم الموثوق.

    - اشتُهر بالهدوء والاتّزان، فكان يستمع إلى سائله أو محدّثه برغبة واهتمام بالغ حتى ينتهي.

    - دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلّم بطول العمر وبركة المال وكثرة الولد والجنّة.

    - عاش مائة وثلاث سنين ورأى مائة من ذريته.

    - كان له بستان فاكهة يثمر مرتين في العام.

    - روى نحو ألفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

    - كان آخر من مات بالبصرة من الصّحابة.

    - توفي في المدينة سنة 93 هـ.

    رضي الله عنه وأرضاه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.




    حذيفة بن اليمان



    لو سألتَ رمالَ مكّة وشعابها ونخيل يثرب وسهولها لحدّثتك عن صِدق حذيفة وجدّيته، لقد وُلدت زهرة الإخلاص مع حذيفة بفَوحٍ متميّز،
    وترعرع الصّدق في كيانه حتى ازدهى وعُرف به.

    أسلمَ فصدَق في إسلامه، وأخلص لله ورسوله، ولازمَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ملازمة المشتاق ينهلُ مكارم الأخلاق والعلم من مشكاة النبوّة.

    - كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكان يسأله عن الشرّ مخافة أن يُدركه.

    - وثق به رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأعجبَ بصدقه وحضور بديهته ومحافظته على أسرار المسلمين.

    فاختاره يوم الخندق في مهمة صعبة تطلّبت منه التسلل إلى معسكر كفار قريش وحلفائهم في ليلة ظلماء عاصفة، فأدى المهمة بنجاح وبراعة وشجاعة منقطعة النّظير.

    - ويكفيه فخراً أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال عنه: "ما حدّثكم حذيفة فصدّقوه".

    - تسلّمَ قيادةَ جيشِ المسلمين في معركةِ نهاوند عقبَ استشهادِ النعمان بن مقرّن وحقق انتصاراً مشرّفاً للمسلمين بعبقريّة وحكمة.

    - نالَ شرف صاحب سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

    - كان واسع المعرفة محباّ للعبادة متواضعاً وزاهداً في الدنيا.

    - تولّى إمارة المدائن في عهد الفاروق رضي الله عنه فضرب أروع الأمثلة في التقى والورع ونَبذ الدنيا ومغرياتها.

    وكان عمر لا يصلّي على من لا يُصلّي عليه حذيفة.

    - وافته المنية في العام السادس والثلاثين من الهجرة....
    رضي الله عنه وأرضاه وأسكنه في مستقرّ رحمته ونعيم جناته..

    وجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.



    خالد بن الوليد

    اعتنقَ أبو بكر الصديق الإسلام فعاشه حبًّا، وحكاه صدقًا، وعشق عمر الإسلام فعاشه شجاعةً وحكاه عدلاً،
    وأما خالد بن الوليد فقد اعتنقَ الإسلام فعاشه فروسيّةً وشجاعة، وحكاه انتصارات ومفاخر.

    صحابي جليل، وقائد شجاع عبقريّ مقدام.

    فارس قريش المظفّر، وحاملُ لواء النّصر للمسلمين في كلّ غزوة شهدها.

    بايعَ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وقال له: "يا رسول الله إني قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معانداً للحقّ، فادعُ الله أن يغفرها لي".

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
    "الإسلام يجبُّ ماكان قبله"،
    ثمّ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لخالد وقال: "اللهم اغفر لخالد بن الوليد كلّ ما أوضع فيه من صدّ عن سبيل الله".
    [البداية والنهاية ج4/238].

    كان خالدٌ مع شجاعته مُنصفًا محبًّا للحق؛ لم يُعرف عنه أنه ظلم أحدًا، أو استغلّ شجاعته في الاعتداء على أحد.

    كان مخلصًا ومقدامًا ومطيعًا يحبّ النظام، وينفّذ أوامر قادة الإسلام برحابة صدر.

    - لقّبه رسول الله صلى الله عليه وسلّم
    "سيف الله المسلول".

    - تمكّن من إنقاذ جيش المسلمين والانسحاب بهم يوم مؤتة.

    - كان أمير الجناح الأيمن للجيش الذي فتح مكّة.

    - قاتلَ المرتدين ببسالة وأذاقهم مرارة الخسارة في معركة اليمامة وهزم مسيلمة.

    - انتصر على الفرس في العراق، وعلى الروم في الشام..

    - عزله عمر بن الخطّاب في أثناء فتح دمشق، ولكنّ أبا عبيدة أخفى عنه الكتاب حتى لا يحرمه لذّة النّصر، وعقب حصول الفتح، أبلغ أبو عبيدة خالداً بالخبر فتقبّله، ولم يُبدِ أي إزعاج.

    وكتب عمر إلى الأمصار:
    "إني لم أعزل خالداً عن سُخطة ولا خيانة، ولكنّ الناس فخّموه، وفُتنوا به فخفت أن يوكَلوا إليه، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع وألا يكونوا بعرض فتنة". [الكامل في التاريخ ج1 ص: 441].

    - مات على فراشه في حمص وقال:

    "لقد شهدتُ كذا وكذا زحفاً، وما في جسدي موضعٌ إلا وفيه ضربة سيفٍ أو طعنة رُمح أو رمية سهمٍ..

    ثم ها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعينُ الجبناء..".

    رحم الله خالد بن الوليد، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل مقامه في علّيين.




    صهيب بن سنان الرومي


    عاد إلى مكة بعد معاناةٍ طويلة فارًّا من أرض الروم الذين سَبوه وهو صغير السنّ....

    وما إن عاد حتّى سمع ببعثة محمد صلى الله عليه وسلّم، فقَصَد دارَ الأرقم بن أبي الأرقم ليرويَ ظمأ قلبه بكأس التوحيد العَذبة...

    ويملأ قسمات وجهه من شمس النبّوة المشرقة..

    إنه صهيب بن سنان النّميريّ الذي كان من السابقين إلى الإسلام، الذين أظهروا إسلامهم.

    ولقي من التّعذيب ما لقي مع عمار وبلال وخبّاب.... وكان يتحمّل الأذى صابراً مُحتسباً.

    تبعَ النبي وأبا بكر في هجرتهما إلى المدينة، ولكنّ مجموعةً من فتيان قريش تبعوه، لكنّهم رجعوا عندما دلّهم على مكان أمواله في مكّة.

    تابع الهجرة، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلّم بقُباء، فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يتهلّل بالفرح قائلاً:
    ربحَ البيعُ يا أبا يحيى.. ربحَ لبيع يا أبا يحيى.

    نزل فيه قوله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} [البقرة: 207]

    وكان فيه مع فضله وعلو درجته مداعبة وحسن خلق، روي عنه أنه قال:
    جئت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو نازلٌ بقباء، وبين أيديهم رطبٌ وتمرٌ، وأنا أرمد، فأكلت،
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
    "أتأكل التمر وأنت أرمد"،
    فقلت: إنّما آكل على شقّ عيني الصّحيحة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه. [أسد الغابة ج1].

    أحبّه عمر بن الخطاب وكان يحسنُ الظنّ فيه، وعندما ضُرب أوصى أن يصلّي عليه صهيب.
    [أسد الغابة ج1].

    أمضى حياته جنديا مخلصاً في جيش الإسلام الفاتح، ينفّذ ما يُؤمر به، ويستسهل كلّ صعب في سبيل الإسلام...

    حتى وافته المنيّة سنة ثمان وثلاثين،
    وقيل سنة تسع وثلاثين

    [أسد الغابة].

    رضي الله عنه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء..



    سعيد بن زيد

    أحبّ الله سعيدًا، فقدّر له أن يتربّى تحت كنفِ أبٍ عاش على دين إبراهيم؛ يوحّد الله، ويُنكرُ على قريش عبادةَ الأصنام والذبحَ لغير الله،

    فنشأ سعيدٌ بقلبٍ مهيأ للإيمان، فما إن سمعَ بدعوة محمد صلى الله عليه وسلّم حتى بادرَ إليه مُعلناً إسلامه بين يديه وسنّه لم تُجاوز العشرين بعد..

    إنّه الفتى المقدام سعيد بن زيد الذي وُلد بمكّة سنة اثنتين وعشرين قبل الهجرة.

    عُرفَ بنقاء سريرته، ورقّة طَبعه، وكرمِ نفسه، وحُسن تواضعه..

    كان سعيدٌ حييًّا، تفوحُ نفسه الليّنة بعطر القيم وأريج المبادئ.. تلكم المبادئ المشرقة التي نسجت خيوطها السنيّة شمس الإسلام الدافئة..

    شهد جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلا غزوة بدر؛ إذ أرسله رسول الله في مهمّة هو وطلحة بن عبيدالله.

    بشّره رسول الله بالجنّة، ونالَ شرف المشاركة، وتذوّقَ النّصر على الفرس والروم فشهد معركة اليرموك، وفَتح دمشق..

    ومن مواقفه الرائعة أنّ أبا عبيدة بن الجرّاح ولاّه دمشق، ولكنّ سعيدًا آثرَ خوضَ الحروب على تولّي المناصب.. فاعتذرَ إلى أبي عبيدة، فقبلَ أبو عبيدة اعتذاره..

    وهكذا أمضى سعيدُ بن زيد حياته مجاهداً في سبيل الله، وداعيةً إلى الإسلام.. حتى توفّاه الله بالعقيق سنة خمسين للهجرة...

    رضي الله عن سعيد وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 8:08 am