من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
بسم الله الرحمن الرحيم
قال فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
قال تعالى : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } [ سورة الأحزاب : الآية 23 ] هذا نعت رجال الدين : الصدق الكامل فيما عاهدوا الله عليه , من القيام بدينه وإنهاض أهله , ونصره بكل ما يقدرون عليه , من مقال ومال وبدن وظاهر وباطن . ومن وصفهم الثبات التام على الشجاعة والصبر , والمضي في كل وسيلة بها نصر الدين . فمنهم الباذل لنفسه , ومنهم الباذل لماله , ومنهم الحاث لإخوانه على القيام بكل مستطاع من شئون الدين , والساعي بينهم بالنصيحة والتأليف والاجتماع , ومنهم المنشط بقوله وجاهه وحاله , ومنهم الفذ الجامع لذلك كله , فهؤلاء رجال الدين وخيار المسلمين : بهم قام الدين وبه قاموا , وهم الجبال الرواسي في إيمانهم وصبرهم وجهادهم , لا يردهم عن هذا المطلب راد , ولا يصدهم عن سلوك سبيله صاد ; تتوالى عليهم المصائب والكوارث , فيتلقونها بقلوب ثابتة , وصدور منشرحة لعلمهم بما يترتب على ذلك من الخير والثواب والفلاح والنجاح . وأما الآخرون , وهم الجبناء المرجفون , فبعكس حال هؤلاء . لا ترى منهم إعانة قولية ولا فعلية ولا جدية ; قد ملكهم البخل والجبن واليأس , وفيهم الساعي بين المسلمين بإيقاع العداوات والفتن والتفريق . فهذه الطائفة أضر على المسلمين من العدو الظاهر المحارب , بل هم سلاح الأعداء على الحقيقة . قال تعالى فيهم وفي أشباههم : { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم } [ سورة التوبة : الآية 47 ] أي يستجيبون لهم تغريرا أو اغترارا . فعلى المسلمين الحذر من هؤلاء المفسدين , فإن ضررهم كبير وشرهم خطير , وما أكثرهم في هذه الأوقات , التي اضطر فيها المسلمون إلى التعلق بكل صلاح وإصلاح , وإلى من يعينهم وينشطهم .
المصدر :
مكتبة السعدي وجوب التعاون بين المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
قال فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
قال تعالى : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } [ سورة الأحزاب : الآية 23 ] هذا نعت رجال الدين : الصدق الكامل فيما عاهدوا الله عليه , من القيام بدينه وإنهاض أهله , ونصره بكل ما يقدرون عليه , من مقال ومال وبدن وظاهر وباطن . ومن وصفهم الثبات التام على الشجاعة والصبر , والمضي في كل وسيلة بها نصر الدين . فمنهم الباذل لنفسه , ومنهم الباذل لماله , ومنهم الحاث لإخوانه على القيام بكل مستطاع من شئون الدين , والساعي بينهم بالنصيحة والتأليف والاجتماع , ومنهم المنشط بقوله وجاهه وحاله , ومنهم الفذ الجامع لذلك كله , فهؤلاء رجال الدين وخيار المسلمين : بهم قام الدين وبه قاموا , وهم الجبال الرواسي في إيمانهم وصبرهم وجهادهم , لا يردهم عن هذا المطلب راد , ولا يصدهم عن سلوك سبيله صاد ; تتوالى عليهم المصائب والكوارث , فيتلقونها بقلوب ثابتة , وصدور منشرحة لعلمهم بما يترتب على ذلك من الخير والثواب والفلاح والنجاح . وأما الآخرون , وهم الجبناء المرجفون , فبعكس حال هؤلاء . لا ترى منهم إعانة قولية ولا فعلية ولا جدية ; قد ملكهم البخل والجبن واليأس , وفيهم الساعي بين المسلمين بإيقاع العداوات والفتن والتفريق . فهذه الطائفة أضر على المسلمين من العدو الظاهر المحارب , بل هم سلاح الأعداء على الحقيقة . قال تعالى فيهم وفي أشباههم : { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم } [ سورة التوبة : الآية 47 ] أي يستجيبون لهم تغريرا أو اغترارا . فعلى المسلمين الحذر من هؤلاء المفسدين , فإن ضررهم كبير وشرهم خطير , وما أكثرهم في هذه الأوقات , التي اضطر فيها المسلمون إلى التعلق بكل صلاح وإصلاح , وإلى من يعينهم وينشطهم .
المصدر :
مكتبة السعدي وجوب التعاون بين المسلمين